تحدث موظف عالي المستوى في البعثة الروسية لدى "الحلف الأطلسي" في بروكسل عن معلومات أكثر تفصيلا بشأن خطة "الحلف" لغزو سوريا ، مشيرا إلى أن واضعي الخطة أصبحوا في مرحلة البحث عن مصادر لتمويلها في دول عربية في الخليج "الفارسي" .
وكان رئيس البعثة ، الجنرال ديمتري روغوزين ، كشف في مقابلة مع وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية عن وجود خطة لدى"الأطلسي" لإطلاق حملة عسكرية على سوريا " بهدف إسقاط النظام الحاكم في سورية وإقامة رأس جسر ساحلي يمكن استخدامه لاحقا لمهاجمة إيران".
المصدر الدبلوماسي ـ العسكري الروسي أكد أن البعثة الروسية لدى "الحلف الأطلسي" حصلت على وثائق ذات صلة توحي بأن الخطة شبيهة إلى حد التطابق بالخطة التي نفذها في يوغسلافيا السابقة وأدت إلى اعتقال الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوزفيتش وأركان نظامه واقتيادهم لاحقا إلى "المحكمة الخاصة بيوغسلافيا"؛ أي تنفيذ قصف جوي مركز على مدى بضعة أسابيع يطال مراكز القيادة والسيطرة وينتهي باستسلام أركان النظام.
وقال المصدر ، إن المعطيات الموثقة التي حصلنا عليها توحي بأن "الحلف" وضع جميع الخطط التفصيلية اللازمة للعملية ، بما في ذلك تلك المتعلقة بالتفاصيل اللوجستية والغارات التكتيكية و قائمة الأهداف المنوي مهاجمتها ، ولم يتبق سوى "الغطائين القانوني والسياسي" و " المالي"، وهو ما يقتضي ـ بالنسبة للغطاء الأول ـ قرارا من مجلس الأمن الدولي ، وتأمين تكاليف العملية ، بالنسبة للغطاء الثاني. وحول النقطة الأولى ، كشف المصدر أن قيادة "الحلف" وضعت خطتين : خطة أساسية " أ " و خطة بديلة " ب " ، بحيث يتم اللجوء إلى الثانية في حال استخدمت روسيا والصين ،أو إحداهما، حق الفيتو لإحباط صدور أي قرار من المجلس بهذا الخصوص. وهو ما يعني أن "الحلف" قرر إطلاق عمليته حتى دون غطاء دولي ، مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية الصدام مع الروس والصينيين ، رغم أن هذا لن يتجاوز السقف السياسي والديبلوماسي.
لكن الخطة "ب" أخذت بعين الاعتبار إمكانية دخول " حزب الله" وإيران على خط الأزمة من خلال فتح جبهة مع إسرائيل ، وبالتالي دخول هذين الأخيرين في الحرب وتحول المواجهة إلى "حرب إقليمية مفتوحة".
أما بشأن " الغطاء المالي" ، فقال المصدر إن "الحلف" يقدر الوقت اللازم لإتمام العملية بشهرين ، مع تكلفة تصل إلى 15 مليار دولار. ويؤكد المصدر بهذا الخصوص أن اتصالات سرية جرت على أرفع المستويات بين الدول الأساسية في "الحلف" ، وبشكل خاص الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا من جهة ، و دول الخليج العربي ، وعلى رأسها السعودية من الجهة الأخرى .
ولفت المصدر الانتباه إلى "وجوب وضع الموقف السعودي الذي اتخذ ، والذي فاجأ الجميع ، في هذا السياق". وكان الملك السعودي أصدر بيانا قال فيه إن ما يحصل في سوريا من قمع للمتظاهرين "لا تقبل به السعودية" و " أكبر من أن تبرره الأسباب", وقال البيان إن سوريا اليوم "تقف أمام خيارين لا ثالث لهما، إما اختيار الحكمة، أو الانجراف إلى أعماق الفوضى لا سمح الله".
وفي تفسير كلام الملك، تحدثت مصادر إعلامية سعودية عن تحرك مشترك مع تركيا لاتخاذ موقف من الأحداث في سوريا قد يكون تحركا في مجلس الأمن، لاسيما أن واشنطن كانت تحدثت قبل أيام عن الحاجة إلى غطاء عربي شبيه بالغطاء الذي وفرته الجامعة العربية لواشنطن وأوربا للتدخل في ليبيا .
وجاء بيان الملك السعودي بعدما أصدر مجلس التعاون الخليجي بياناً هو الأول من نوعه تجاه الأحداث في سوريا، أشار فيه إلى أن الدول الخليجية "تتابع بقلق بالغ وأسف شديد تدهور الأوضاع" في سوريا .
على صعيد متصل ، كشف المصدر الديبلوماسي ـ العسكري عن أن قائمة الأهداف السورية التي وضعها "الحلف" على رأس جدول المواقع التي ستتلقى ضرباته الأولى تشمل أكثر من ثلاثين موقعا أبرزها :
1 ـ المرحلة الأولى :
ـ محطة الاستطلاع الجوي الأولى في منطقة "شنشار" جنوبي حمص
ـ محطة الاستطلاع الجوي الثانية في منطقة " مرج السلطان " في غوطة دمشق الشرقية
ـ محطة الاستطلاع الجوي الثالثة في منطقة "برج إسلام" شمال اللاذقية
و يهدف ضرب هذه المحطات إلى شل قدرتها على التقاط الأهداف المعادية البعيدة ومنعها من إعطاء القوى الجوية والدفاع الجوي إنذارا مبكرا عن هجومات جوية معادية. مع الإشارة إلى أن بعض هذه المحطات يبلغ نصف قطر دائرة المسح التي يقوم بها أكثر من 800 كم.
ـ بطاريات صواريخ " أرض ـ جو باتسنر1" التي تعمل على مستويات منخفضة ، والتي باعتها روسيا إلى سوريا قبل عامين من أجل حماية المواقع الاستراتيجية الأكثر أهمية
ـ بطاريات صواريخ أرض ـ جو بعيدة المدى ، لاسيما " فولغا " و" أنغارا " ( إس إي 5) و " غرونبل "(إس 10) و"بوك" ( إس 11) ، لاسيما منها المربضّة حول دمشق.
ـ القواعد الجوية التي تضم الطائرات الأحدث ، وبشكل خاص "الضمير ، "الناصرية" ، "الشعيرات" ، "أبو الضهور"، "خلخلة".
ـ عقد الاتصالات التابعة للأركان العامة (التي تستخدم الخطوط الرباعية) وعقد الاتصالات التابعة للفرع 225 في المخابرات العسكرية ، لاسيما في في مقر الفرع في منطقة "الروضة" بدمشق و"مقسم شارع النصر" و "مقسم المهاجرين".
ويعتبر هذا الفرع "المرجعية الأمنية" لجميع وسائل الاتصال في سوريا ، بما في ذلك الإنترنت.
2 ـ المرحلة الثانية
ـ قيادة الحرس الجمهوري في منطقة جديدة شيباني و منطقة دمر في سفوح جبل قاسيون الغربية
ـ قيادة "الفرقة الرابعة " في منطقة يعفور غربي دمشق.
ـ قيادة المخابرات العسكرية الجديدة في دمشق (البرامكة / كفر سوسة).
ـ قيادة المخابرات العامة في دمشق (كفر سوسة).
ـ قيادة المخابرات الجوية في دمشق (باب توما).
ـ قيادة الفرقة الأولى (قطنا).
ـ قيادة الفرقة السابعة (زاكية).
ـ قيادة الفرقة الثالثة (القطيفة).