موضوع لأحد الأخوة في بعض المنتديات.. أعجبني فأحببت مشاركته معكم :
كنت جالس في أحد خطب الجمعة لأحد مشايخنا (لا حاجة لنا في ذكر إسمه) و ذلك قبل ذهابي لحج بيت الله الحرام، و حديثه كان عن تأثر المسلمون بالحياة الغربية و صرنا نستخدم مصطلحات بعيدة عن الشريعة الإسلامية و الحكم الإسلامي، و ضرب مثلاً أن هناك بضع بلدان بما يسمى بـ (الربيع العربي ) خرجوا يطالبون بما يسمى (الديمقراطية) فهي بدعة العصر التي انبهر بها كثير من أبناء جلدتنا الجهال المتعامين عن محاسنشريعتنا الغراء، المندحرين أمام بهرج الحياة الغربية الزائفة المتلقفين لقشور تلكمالحضارة بعجرها وبجرها، يريد أسيادهم اليوم فرضها على بلاد المسلمين فرضاً.....
بعد بضع أيام إلتقيت بذلك الشيخ (أطال الله في عمره) و إستنكرت عليه إستبداعه للدمقراطية، فثارت ثائرته و ختم كلامه لي، بأن أترك الليبرالية و من ثم أتكلّم في الإسلام !!!
هذه هي ضريبة الحق أتهم بالليبرالية تارة و بالتشيع تارة أخرى.
اصل كلمة ديمقراطيه وتنطق باللاتينية (ديموكراسى) مشتقه من اللغة اليونانية القديمة وهى تتكون من مقطعين الأول (ديمو) وكانت ترمز قديما الى الفقراء من الشعب وكلمة (كراسي) وترمز إلى القوه وتعنى فى مجملها حكم الشعب او كما قال عنها ارسطو (حكم الرعاع).
فقد بيّن هادي الموسوي موقفنا من أنه: نريد الديمقراطية التي يكون فيها الحاكم والمحكوم على حدٍ سواء أمام القانون .....، و هذا ما قد جاءت به شريعتنا الغراء و لم يكن تأثراً بالحضارة الغربية فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه و سلّم في قصته المشهورة مع الصحابي (عكاشة) رضي الله عنه، فرسول الله صلى الله عليه و سلّم نادى في المسلمين ثلاثاً: معاشر المسلمين أنا أنشدكم بالله وبحقي عليكم من كانت له قبَلي مظلمة فليقم فليقتص مني، و القصة معروفة و حتى بلال مؤذن الرسول قال للسيدة فاطمة رضوان الله تعالى عليهما: إنّ رسول الله صلى الله عليه و سلّم يودع الناس و يفارق الدنيا و يعطي القصاص من نفسه.... فهذه هي الديمقراطية التي خرجنا من أجلها يا شيخ و التي أصبحت على غرارها من الليبراليه !!!
و لمعرفة رواية عكاشة كاملة إليكم هذا الرابط
http://www.islamweb.net/hadith/displ...531&pid=552662
و طبّق هذه السنة سيدنا علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه عندما تنازع علي بن أبي طالب وهو أمير المؤمنين مع يهودي على درع، فاحتكما إلى القاضي شريح، الذي قال: (يا أمير المؤمنين هل من بينة؟) قال: (نعم الحسن ابني يشهد أن الدرع درعي)، قال شريح: (يا أمير المؤمنين شهادة الابن لا تجوز)، فقال علي: (سبحان الله رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته؟) فقال (يا أمير المؤمنين ذلك في الآخرة، أمّا في الدنيا فلا تجوز شهادة الإبن لأبيه). فقال علي (صدقت - الدرع لليهودي). فقال اليهودي: (أمير المؤمنين قدمني إلى قاضيه، وقاضيه يقضي عليه! أشهد أن هذا الدين على الحق، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، وأن الدرع درعك يا أمير المؤمنين، سقط منك ليلاً). فأهداه أمير المؤمنين الدرع.
هذه هي الديمقراطية التي هي من المفترض أن تطبق عندنا و لكن الغرب سبقنا في ذلك، فحتى اليهود و بني إسرائيل إقتدوّ بها و طبقوها و لسنا بصدد مدح اليهود لعنة الله عليهم و لكن الأمثال تضرب، فهاهي المحاكم الإسرائيلية تقاضي الرئيس الإسرائيلي السابق (موشي قصاب) بتهمة التحرش الجنسي و تحكم عليه بالسجن سبع سنوات.
فأرجوا من المشايخ أن يتقوا الله في أمة محمد صلى الله عليه و سلّم و بأن يكفوا عن التلاعب في الدين بترك جانب و التمسك فقط بالذي يخدم مصالحهم، و أن لا يركنوا إلى الحكام الظالمين و أن يتذكروا قول الله تعالى: وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ (هود 113).