مشكلتنا هي إيران وحزب الله
تاريخ النشر : 2011-10-27
كتبه: سري سمور
سلفا ومن البداية أقول أنني بعد هذا المقال-والله أعلم- سأُتهم من قبل من يخصهم الحديث(التحالف الليبرالي-السلفي) ومن والاهم بأنني أتلقى مخصصات بالتومان(أو الريال) الإيراني تقدر بعشرات أو مئات الألوف وبأنني تحولت إلى مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية الروافض المجوس الصفويين، وبأنني عميل كبير (أو صغير) من عملاء الاستخبارات الإيرانية، وبأن لي رتبة وراتبا في الحرس الثوري الإيراني، وعلى تواصل مستمر مع أصحاب العمائم لتضليل العرب الأحرار وأهل السنة الأبرار والليبراليين المتنورين والعلمانيين والقوميين...إلخ وبأنني أنوي أو أنني فعلا ذهبت إلى قُم ومشهد لأداء الطقوس ولطمت في النجف وكربلاء وأصلي على حجر من هناك...لكن العبد الفقير اعتاد على تلقي المذمّة من الجهلة ومن الناقصين والحاقدين والموتورين أو ممن يسيء الفهم فيسرع بالحكم، وهذه المذمّة هي شهادة لي بأنني...لست كما يقولون بل أقول ما قاله أبو العلاء المعري-رحمه الله- لهؤلاء ومن شاكلهم:-
إذا عيَّر الطائـيَّ بالبخـل مادرٌ***وعيَّر قُسًّا بالفـهاهـة بـاقـلُ
وقال السُّها للشمس أنتِ ضئيلة***وقال الدجى للصبح لونك حائلُ
وطاولت الأرضُ السماءَ سفاهةً***ونافست الشهبَ الحصى والجنادلُ
فيا موتُ زُرْ إن الحياة ذميمـة***ويا نفس جِدِّي إن دهـركِ هازلُ
* * *
إنه تحالف غريب عجيب يحتار أمامه اللبيب الأريب؛ فمن لا يعرف اتجاه القبلة ولا يدري أركان الدين ولا أركان الصلاة ولا نواقض الوضوء، ولا يعلم عن الإسلام إلا ما خطته أقلام المستشرقين وأتباعهم، ويتفاخر بأنه ليبرالي علماني، أو لا يزال غارقا في بحار الوهم القومجي، يقف في صف أو يجلس في خندق أو ربما جحر –ما علينا- واحد مع بعض(أشدد على ضرورة اجتناب التعميم رغم أنهم يفعلون) السلفيين الذين تمتلئ أدبياتهم بتحريم الديموقراطية وتسخيف القومية العربية وغير العربية وهي أدبيات وتنظيرات أبدعت في تعهير وشتم العلمانية...تحالف واصطفاف بين نقيضين من محيطنا الهادر حتى خليجنا الثائر؛ ويقوم التحالف العتيد على معاداة إيران وحزب الله، وتحميلهما جميع مشكلاتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ فلولا إيران والسيد حسن نصر الله لكنا في أحسن حال وأفضل مآل فلا فقر ولا بطالة ولا جهل ولا مرض ولا احتلال!
وهذا مع اختلاف طبيعي في اللغة المستخدمة من قبل منظري الحليفين العجيبين؛ فالأول يستخدم لغة مثقفين تحذّر من الخطر الفارسي الداهم، ويطلق صافرة إنذار تتوجّس من حزب الله وأجنداته خيفة، وتسعى لدغدغة العواطف حول مجد العرب التليد الذي سيبتلعه الصفويون؛ وأما الثاني فيستخدم لغة يجهد في أسلمتها وتنميقها وتسخينها حدّ الغليان أو الانصهار، تداعب العواطف وتعزف على وتر الخلاف المذهبي على أنه تناقض في الأصول لا الفروع، وتستحضر التاريخ بانتقائيتها المعهودة، وتزعم أننا يجب أن نتيقّظ وإلا تحوّلت القبلة من الكعبة إلى قم، وتحذرنا من مصير محتوم يتهدد أهل السنة والجماعة الذين سيذبحهم الروافض المجوس أبناء المتعة...إلخ عن بكرة أبيهم بلا رحمة، فالخطر الصهيوني-حسب هؤلاء-مقدور عليه ويمكن التصدي له، أما خطر هؤلاء المجوس الروافض فيحتاج إلى تسخير كل الجهود والطاقات للتصدي له ودحره وهزيمته، وبعدها فإن القضاء على المشروع الصهيوني تحصيل حاصل!
هذا الحلف أو التهجين العجيب بين مكونات ومدارس فكرية وسياسية وثقافية متناقضة يجد له من المنابر والإمكانيات المادية ما يكفي لحل مشكلات عربية كثيرة، أما إذا سألت عن المموّل والمشجع فليس هذا من اختصاصي فأنا لا أتهم جزافا...إن بعض الظن إثم!
والغريب في الأمر أن يجد هذا الحلف أعوانا وأتباعا وألسنة وأقلاما في فلسطين المحتلة، ففجأة اكتشف هؤلاء الأعوان أن هناك زحفا فارسيا صفويا تقوده وتموّله إيران ويعينها حزب الله يبتغي احتلال جمهورية فلسطين بدءا من ميناء يافا الأشم مرورا بعكا وصولا إلى القدس وحتى النقب، والهدف هو تحويل جمهورية فلسطين السُنيّة العربية إلى تابعية شيعية فارسية ونهب النفط الفلسطيني وتحويل المسجد الأقصى العزيز إلى حسينية للطميات والطقوس الشيعية...فوجب على الجميع التنبه لهذا الخطر الوشيك الداهم الواقف على عتبة الباب؛ فاشحذوا هممكم وذودوا بدمائكم -وطبعا بأقلامكم- عن جمهوريتكم السنية العربية الحرة وامنعوا عنها هجمة الفرس والشيعة، أبعدوهم عن شواطئ يافا وعكا، قاتلوهم وأخرجوهم من اللد والرملة، وانحروهم إذا اقتربوا من أسوار القدس، أحرقوهم إذا حاولوا أن يستظلوا بأشجار الزيتون قرب نابلس، فهذا الزيتون نقطفه بكل أمن وأمان دون تعكير للأجواء ولكن إذا ما أراد شيعي فارسي أو أحد عناصر حزب الله أن يستظل به فسنمزقه إربا إربا...هذه ذي قار الجديدة يا رجال تتجدد اليوم كما تجددت القادسية ولمدة ثماني سنين على يد صدام حسين!
* * *
إيران هي المشكلة وهي السرطان القاتل الزاحف نحونا فلنستعد لمواجهته، أما من لدية اعتراض أو شك ضئيل بأن إيران هي المشكلة الكبرى فعليه أن يتأمل صنائع إيران بنا وهي على النحو التالي:-
1) إيران تحتل فلسطين منذ 63 سنة وشردت شعبها العربي السني وجعلت أغلبه مجموعات من اللاجئين في المخيمات والمنافي القريبة والبعيدة.
2) قتلت إيران خلال هذه المدة 200ألف فلسطيني وجرحت أضعافهم، فالدم ينادي الدم والثأر مقدس عند العرب.
3) إيران تحول بين أهل السنة والصلاة في المسجد الأقصى الذي حولته إلى حسينية للطميات، وتعمل ليل نهار على «تفريس» القدس.
4) تحاصرنا السلطات الإيرانية وتمنعنا من الحركة والتنقل والتواصل فيما بيننا في الضفة وغزة والداخل.
5) في سجون الاحتلال الإيراني آلاف من المعتقلين الفلسطينيين الذين مضى على بعضهم ربع قرن في الأسر الصفوي وترفض سلطات الملالي الإيرانية إطلاق سراحهم إلا إذا تحولوا إلى مذهب الشيعة وهي تمنع كثيرا منهم من زيارة ذويهم وتضيق عليهم ظروف السجن السيئة أًصلا.
6) تقوم الجرافات الإيرانية المجوسية الصفوية باقتلاع زيتوننا وتدمير منشآتنا حتى تهجرنا من أرضنا التي تحتل معظمها.
7) تبني السلطات الإيرانية مستوطنات سرطانية يرأس كل مستوطنة منها رجل يرتدي عمامة سوداء أو بيضاء ويعطي في الحسينية الموجودة في كل مستوطنة للشباب الصغير دروسا في كيفية إبادة الشعب الفلسطيني، وهؤلاء المستوطنون يستولون يوميا على ما تبقى لنا من أرض وهم غرباء عنها جاءت بهم إيران من حواري قم وأزقة طهران وقرى أردبيل.
8 ) تمنع السلطات الإيرانية عنا الماء النقي لأنها تسحبه لري مزروعاتها وحقولها وتتركنا عطشى.
9) تطلق إيران باستخدام ميليشيات الحرس الثوري الخنازير البرية لتفتك بالمزارع ومن تتمكن منه من المواطنين في كثير من قرانا وأطراف مدننا.
10 ) أقامت إيران جدارا عازلا يتلوى كالثعبان فوق أرضنا، وتقطع سلطات الاحتلال الإيراني أوصال ما تبقى مما تبقى مما بقي من أرضنا بحواجز تقف عليها مجندات من ميليشيات أخوات الزهراء الفارسيات اللواتي يقمن بإهانة أمهاتنا وزوجاتنا وأخواتنا، ويقف معهن عناصر من رجال حزب الله يهينون رجالنا وشبابنا ويعيقون وصول الطالب إلى مدرسته والعامل إلى ورشته والمزارع إلى حقله ويموت المريض على حواجزهم قبل أن يصل إلى المشفى.
أو بعد هذه العشر الساطعة اللامعة بقي من يقول أن إيران ليست مشكلتنا وأن حزب الله ليس سبب بلاءنا؟ وهل أتى على شعب في العالم ظلم كظلم الإيرانيين لنا؟!
* * *
حذار..حذار أن تخدعكم إيران بثورتها، فالثورة صنعتها أمريكا وإسرائيل، أما لماذا غضبت أمريكا وإسرائيل لرحيل الشاة ونظامه حيث كان لواشنطن حليفا وصديقا وجاسوسا وشرطيا وكلب حراسة وفيّ؟ فهذا الغضب مصطنع ومن معالم الدهاء الأمريكي لأن الأمريكان أرادوا وجود نظام في طهران يتظاهر بمعاداة واشنطن ويصفها بالشيطان الأكبر، بينما هو حقيقة ينفذ سياستها ويأتمر بأمرها حتى لا يثير الريبة والحنق كما كان الشاة فنأمن نحن العرب السنة جانبه ونسلم رقابنا له...إياكم أن تسألوا عن دليل هذه الحقيقة التي ما خلفها باطل، لأن عمالة إيران لإسرائيل وأمريكا مسألة لا شك فيها البتة، دعكم من أنها لا تعترف بإسرائيل ولم توقع معها كامب ديفيد أو تفتح لها مكاتب تمثيل ديبلوماسي وأهدت سفارتها في عهد الشاة لمنظمة التحرير الفلسطينية، فهذا كله ذرّ للرماد في العيون وحركات تمثيلية لن تنطلي علينا، فقد جاءنا من مصدر موثوق جدا ومن قلب المؤسسة السياسية والأمنية الإيرانية وفق ما نشره منتدى إلكتروني معروف بدقة معلوماته نقلا عن مسئول طلب عدم الكشف عن اسمه وبناء على تقارير من موقعي «تيك ديبكا» و«فيلكا» واستنادا لصحف غربية وهندية وسيريلانكية رصينة، أن الحرس الثوري الإيراني يقوم بتدريبات مشتركة ويتلقى أفراده تمرينات ويلتحقون بدورات في معسكر سرّي غير معروف في الجليل الأعلى، وجوهر التدريبات يقوم على كيفية قتل أهل السنة والجماعة وإبادة العنصر العربي، وهناك معسكرات أخرى ينتشر فيها نحو 100 ألف إيراني ينتسبون لقوات الحرس الثوري، تموّلهم إيران وتدربهم إسرائيل بعيدا عن الكاميرات.
* * *
أما حزب الله التابع لإيران في كل شيء فقد ارتكب أفراده مجزرتي صبرا وشاتيلا، وهو من يمنع اللاجئين الفلسطينيين من العمل في عشرات المهن، وكانت مجزرة مخيم نهر البارد من تخطيط وتنفيذ حزب الله وميليشياته، فهو حزب جلب للشعب الفلسطيني وقضيته عظيم الكرب والبلاء، فلا يغرنّكم هذا الحزب الذي يشارك أسياده في طهران في ذبح شعبنا يوميا عبر القصف المتواصل أو المتقطع بالطائرات والدبابات.
وقد انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان في أيار/مايو 2000م ليس هربا من مقاومة حزب الله المزعومة بل بالتنسيق مع الأمريكيين حتى ينبهر الناس بالنصر الكاذب فيسارعوا لاعتناق المذهب الشيعي، وهو ما حصل فعلا، فمئات الآلاف اعتنقوا مذهب الروافض، ولا تسألوا أين هم فهم بين ظهرانينا ولكنهم يمارسون التقية.
((هامش:فكرت بأن نعلن نحن معشر شعب فلسطين تشيّعنا رسميا، فلربما ترى إسرائيل أن هدفها تحقق فتعيد لنا القدس...مع قناعتي أننا حتى لو تهوّدنا لرضوا عنا، ولكن دون أرض ترجع لنا!))
أما عن حروب حزب الله ومغامراته واستعراضاته، لا سيما حرب تموز عام 2006م فلم تكن إلا حربا لإنقاذ البرنامج النووي الإيراني الفارسي المجوسي والذي يسعى لاقتناء قنبلة نووية يضرب بها أهل السنة والجماعة كي يصبح الشيعة أغلبية عددية ولكن خابوا وخسروا، أما الصواريخ التي ألقى بها حزب الله على إسرائيل فكانت أشبه بألعاب نارية، وإلا أين صورها وصور دمارها المزعوم؟ أما مزاعم الحزب حول بطولات بنت جبيل وغيرها فهي دعاية لا أكثر حتى يصبح حسن نصر الله بطلا ويتبع الناس مذهبه الضال.
* * *
لقد أرسل حزب الله التابع لإيران مجموعة من رجاله إلى مصر بزعم مساعدة أهالي غزة، وكان بإمكانه مساعدتهم بفتح جبهة الشمال وسيقف معه حينئذ كل اللبنانيين وعلى رأسهم زعيم أهل السنة الشيخ سعد الحريري والمناضل الوطني الكبير حليف وصديق أهل السنة سمير جعجع والبطل أمين جميّل، بدل خرقه للسيادة المصرية والمزايدة الكاذبة على المواقف القومية الشريفة لسيادة الرئيس المخلوع حسني مبارك، والذي دعا نصر الله لخلعه والتمرّد عليه، وكأن هذا من شأنه، إضافة للمزايدة على موقف وزير الخارجية آنذاك أحمد أبو الغيط صاحب المواقف المشرّفة العظيمة، ثم إن رجال حزب الله المتسللين إلى مصر لم يساعدوا غزة وأهلها، هم فقط دخلوا مصر حتى ينشروا المذهب الشيعي وقد نجحوا فعلا بتحويل أكثر من مليون سني مصري إلى مذهبهم الضال برشوتهم بالمال الإيراني.
* * *
كما أن إيران وحزب الله يقدمون فتيات جميلات كزوجات متعة للشباب السني حتى ينقلبوا على مذهب الحق بدافع شهواني، وقد نشرت مواقع إلكترونية ومنتديات موثوقة المصدر إحصائية مخيفة عن عدد السنة الذين تزوجوا زواج متعة من فارسيات وشيعيات لبنانيات أو بحرانيات فتركوا مذهب أهل السنة؛ فهناك نحو 100 ألف مصري و50 ألف فلسطيني ومثلهم من الأردن وسورية والجزائر والسودان واليمن، هذا وفق عقود زواج متعة حصلنا على صور طبق الأصل عنها وسننشرها على صفحات منتدياتنا بعد إخفاء الأسماء، علما بأن العدد أكبر من ذلك بكثير...فأين أنتم يا رجال العرب ويا أهل السنة مالكم لا تهبوا في وجه التشيع وزواج المتعة؟
* * *
يقول التحالف(الليبرالي-السلفي) بأن إيران هيمنت على العراق فعليا وهي تهيمن على سورية من قبل وعلى لبنان وقطاع غزة و...لا أدري أين أيضا، ويقولون بأن ما جرى ويجري في العراق يجب ان ينبّه الجميع للخطر الفارسي القادم.
العراق...آه يا عراق ممن يستغفلون الناس ويستسخفون العقول ويحسبون الغباء والجهل في جميع من يخاطبون...أوليس العراق هو من حارب إيران بضع سنين، وكان صدام يوصف بحامي بوابة العرب الشرقية، ومجدد القادسية في العصر الحديث؟ ألم تموّل حربه تلك دول عربية بالمال وحتى بالرجال، وهي حرب لا إنجاز لها إلا قتل وخراب في بلدين جارين مسلمين، وإراحة إسرائيل منهما-وللعلم فإن أغلب قتلى تلك الحرب من الجانب العراقي من الشيعة- فكم من المليارات دفعت لصدام آنذاك؟ وكم من الأوسمة والأنواط العربية منح، وكم من بيوت الشعر المادحة حدّ التقديس سمعت أذناه أو نشرت الصحائف والكتب وأذاعت الإذاعات؟ ونحمد الله أن هناك أرشيفا لم يتلف حتى الآن ويمكن لمن شاء أن يعود إليه...بل حتى الطريق التي عبرت منه قوات بطل القادسية المظفّرة إلى الكويت أقيمت كرمز صداقة بين البلدين.
ومن أين انطلقت الأساطيل البرية والجوية والبحرية بقيادة الجنرال نورمان شورازكوف للعدوان على العراق وقتل المدنيين في العامرية وغيرها مطلع التسعينيات؟ من طهران أم من قم أم من مشهد؟ ومن الذي رفع سقف إنتاج النفط لتقليل سعره في الأسواق العالمية؟ ومن الذي حاصر العراق 12 سنة وحرم أطفاله من الحليب والغذاء ومرضاه من الدواء، ليجبر نساءه على العمل في الدعارة، كما هدّد بذلك أحدهم، والرواية لصدام حسين و طارق عزيز وصحافيين مطلعين على خبايا الأمور.
ثم يأتي التباكي على العراق الآن...وأيضا وفي سنة 2003م، من أين انطلقت جيوش الغزو التي احتلت العراق، من إيران؟ ومن الذي ترك ساحة العراق مفتوحة لكل أجهزة المخابرات في العالم، وشجع الفكر التكفيري الانقسامي بحجة مواجهة النفوذ الإيراني؟ فأصبح الحال حال المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى...ثم تذرفون دموع التماسيح على العراق، وتعلقون جناياتكم وجنايات أنظمتكم على شماعة إيران، وتريدون أن نصدقكم...كيف؟!
* * *
ومن غرائب وطرائف هذا التحالف العجيب الغريب الذي تارة يتهم إيران وحزب الله بأنهم عملاء لأمريكا وإسرائيل ولكن بشكل باطني وسرّي، وتارة أخرى يتهمهما بالمغامرة والمقامرة بصراع مع الغرب وإسرائيل لا قبل للشعوب به(طبعا هم نصبوا أنفسهم ناطقين باسم الشعوب) لأن الكف لا تستطيع ملاطمة المخرز.
ويلحظ كل مراقب أن الشتائم والاتهامات توجه للسيد حسن نصر الله والسيد الخامنئي والدكتور أحمدي نجاد ويستثنى منها ومن كل الغمز واللمز والتحريض شخصيات مثل السيستاني وعبد العزيز الحكيم(مات) و نوري المالكي وعادل عبد المهدي و موفق الربيعي وغيرهم من الشيعة، فلماذا يا ترى؟ ألأن المالكي يجالس بوش وأوباما مثلا؟ وإذا كان الاستهداف الموشّح بالشتم والقذف والاتهامات الكثيرة يخص إيران وحلفاءها ومن هم على مذهبها فلم يستثن رئيس وزراء دولة كالعراق، فيما يتم تركيز الشتم والقذف على أمين عام حزب من أحزاب دولة بحجم لبنان؟ وهل سيستمر الشتم لو-لا قدر الله- أصبح هذا المتهم بكل قبيح من التحالف الليبرالي-السلفي يتبع نهج سمير جعجع أو سعد الحريري؟
* * *
يقولون بأن الهجمة على إيران وحزب الله سببها سورية وموقف إيران والحزب السلبي من النظام السوري وثورة شعبه، بل يتهم الحزب بأن له مقاتلين مع القوات السورية في درعا وحمص وحماة، نقلا عن شهود عيان موثوقين، وكأن لا رجال للنظام السوري حتى يستعين بأناس من الخارج، وهذه من الأكاذيب واضحة الهدف وبيّن من المستفيد منها...بالنسبة لي قلت موقفي من سورية ونظامها وما يجري فيها ولا مجال لتكرار الكلام، ولكن أزمة سورية بدأت منذ بضعة أشهر، فهل كان التحالف الليبرالي-السلفي ومنابره يقفون موقفا منصفا من حزب الله قبل أن تبدأ هذه الأزمة؟ لا طبعا، بل إنهم وفي غمرة الحرب على لبنان كانوا يكيلون الشتائم والاتهامات للحزب وأمينه العام ويحرضون عليه، بل إن بعضهم تعاون مع العدو ضده، وإذا كنتم تتهمون حزب الله وإيران بالانتقائية فيما يخص سورية والبحرين فماذا عنكم يا أصحاب العدالة والصدق والأمانة؟!
* * *
أرشيفكم وواقعكم حافل بحقيقة موقفكم التي لا تقبل التأويل أو الشك، ثم منذ متى أصبحت الملكيات الوراثية ذات الحكم العائلي مطلق الصلاحيات مالك الثروات رمزا من رموز الديموقراطية والليبرالية والتعددية؟ وأقتبس هنا ما كتبه الكاتب والروائي الفلسطيني رشاد أبو شاور عن هذا الحرص المزعوم على سورية:-
«على من ينطلي خطاب الحرص الزائف على دم الشعب السوري، بينما لم نسمع هذا الخطاب عندما انتفض شعب البحرين مطالبا بالعدالة والمساواة، ورأينا الدبابات الرشيقة السريعة كالبعارين والنوق تندفع إلى المنامة لتبطش بشعب ثار على الظلم، والتمييز، والتفرقة، والنبذ؟!
كيف نصدّق أن من لا يوجعه، ويقلق منامة، دم شعب اليمن العظيم الذي يسفكه( رجلهم) على عبد الله صالح..يمكن أن يقفز في الفضاء عابرا المسافات، ليتلو خطاب حزنه وغضبه الغريب العجيب على دم شعب سورية، و..مصير سورية، ومستقبل سورية؟!» انتهى الاقتباس.
* * *
لماذا تبدد إيران أموالها وعائدات ثروتها النفطية على شراء التقنيات العسكرية والصناعات الحربية وتطوير البرنامج النووي؟ أليس الأجدر بأن يبنوا بها أبراجا وفنادق فخمة تضاهي نظيراتها في أمريكا وأوروبا؟ أليس الأولى أن يقوم أبناء المسئولين الإيرانيين بشراء قطع الملابس الداخلية للفنانات المشهورات المسكينات التي تباع في المزادات العلنية، وأن يكرم هؤلاء الفرس البخلاء الغواني في بلاد الشرق والغرب حتى تجد الصحف مواد فضائح لتنشرها عنهم...والأهم من كل هذا بدعة الفرس والشيعة الانتخابية كل أربع سنوات، لماذا لا يقومون بتوريث السلطات للأبناء حتى يثور الناس فيقتلونهم ويمثلون بجثثهم ويضطرون للاستعانة بالأجنبي عليهم؟ على كل لن يطول الحال وسيأتي حليفنا وصديقنا مير حسين موسوي إلى السلطة في إيران قريبا حيث سيكون تابعا لنا!
* * *
وهل نسيتم الأحواز(الأهواز بالفارسية ولكن مدعي العروبة لا يعلمون) المحتلة، وإليكم ما قاله د.صنهات العتيبي عن هذا القطر العربي المحتل من قبل الفرس الصفويين:-
«...جلبوا العار باليورو والدولار ولم يرحموا الأخلاق والفضيلة بل ولم يرحموا الإنسانية، هاهم قد مسحوا العنصر النسائي الجميل فقط!! من قرى طاجيكستان وأوزباكستان (ولأن عربستان محتلة من إيران فقد حمى الله بناتها من تجارة الرقيق الأبيض!!( »...هذا ما خطه قلم كاتب من السعودية لا من صحيفة كيهان!
* * *
قولوا ما شئتم ولكن الحقيقة لن تطمس وهي أن مشكلتنا إسرائيل لا إيران، فلا ليبرالي متفيهق ولا سلفي متفلسف يستطيع تغيير قناعات أي عاقل بهذه الحقيقة، أما حزب الله فهو يخطئ ويصيب في مواقفه السياسة ولكنه رغم أي خطأ يظل شوكة في حلق إسرائيل، والعداء بين الطرفين واقع وحقيقة لا تقية أو مؤامرة.
أما بعد ان نبيض السجون الإسرائيلية من أسرانا ونحرر القدس ونعيد للمسجد الأقصى عزّه، ونعيد اللاجئين للأوطان، ونرفع المظالم الصهيو-أمريكية عن الناس، ثم نرى جيشا فارسيا يستعد لغزونا فلكل حادث حديث...وحتى ذلك الحين هل تكرمون علينا وتمنّون بالكف عن طنينكم المزعج الذي يهدف-من وجهة نظري- إلى تحويل البوصلة إلى وجهة مشبوهة؟!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/10/27/241114.html
الخميس 29 ذي القعدة-1432هـ ، 27/10/2011م
من قلم:سري سمور(أبو نصر الدين)-جنين-أم الشوف/حيفا-فلسطين