عذرا ايها المثقف , فإنك لم تفهم .

يبدو أن المثقفون لم يفهموا مذا يريدالشعب .
ولايمكن ان يتفقوا على اي شيء ولايستطعون فعل أي شيء إلا الكلام من اجل الكلام .
والدليل على ما أقول المواضيع التي ينشرونها .
مواضيع لا تمد بأي صلة لما يريده الشعب البسيط.
انا اقول لكم مذا يريد الشعب .
مذا يستفيد المواطن البسيط من الكلام عن الديموقراطية و هو يبحث عن منصب شغل ؟
ومذا يستفيد من النقاش حول العلمانية و هو لم يتذوق الطعام منذ يومين ؟
و مذا يفعل بالأحزاب التي تلهث وراء الكرسي في الحكم وتهدر الأموال و هو يبحث عن مسكن يأويه ؟
ومذا يفعل بمنشور حقوق الإنسان و قرمة البوليس تأكل ضهره امام مرأى الأمم المتحدة ؟
و مذا يفعل الفلسطينين بالجامعة العربية و هم يوقفون قذائف اسرائل بصدورهم العارية ؟
و هل نعمل في مصانع الديموقراطية ؟ ام نأكل العلمانية ؟ ام ننام في مقرات الأحزاب ؟
انا و امثالي نريد مصانع لننتج ما نأكل ( بل انشانا مصانع بسيطة و كنا نكسب كل ما نحتاجه من افكارنا وكدنا و هزمونا بالأستيراد من الصين ) .
نريد ان تتركنا الأقلام و شأننا , لا تنشر مقالات حول رخس السلع الصينية و الإشادة بها كأنها حل للغلاء على حساب افلاس المصانع الوطنية وأحالة العمال الى البطالة .
و مذا يفعل البطال بالسلع الرخيسة ان كان جيبه فارغا ؟
وكيف يظر الغلاء عاملا ؟
انت ايها الصحفي و المدرس و الموضف قد ضمنت أجرتك و تسعى إلى التأثير على الحكام من اجل ان تنزل الأسعار او يزيدونك في الأجرة .كي تدخر و تشتري لنفسك الرفاهية و ما تشتهي نفسك .
اما أنا اريد ان اعمل فقط . سأكل ما كتبه الله لي و سأبني كوخا بعرق جبيني , وسأركب حافلتا بدنانري . واتزوج بنت قنوعة مثلي . والهي نفسي عن التسكع في الطرقات و اجتنب السرقات , وكل الأفات .
لا اطلب مناصب شغل بل اريد ان تتركونا نعمل , لا تقتربو منا, لا تكتبو عنا , دعونا فقط ,
عندنا حرف , نعرف مذا نصنع و كيف نصنعها , لا تنافسونا باللإستيراد أو الدعاية لها . فقط
ليس ذنبي ان لم تفهم . بل يجب ان تنزل حتى تفهم .