ان الأحداث الأخيرة التي جرت في بلادنا الحبيبة الجزائر تستوقف كل جزائري فالكل يريد ان يكون له رأي . فمنا من يعبر عن رأيه بقلمه , وهناك من يعبر عن رأيه بريشته ,وهناك من يعبر عن رأيه بين ابناء حيه او في مقهى بين اصحابه او حتى في بيته مع افراد عائلته . فالكل يعبر عن رأيه حسب مستواه وبطريقته .
اما انا فأردت ان يسمع رأيي من بعيد , فتجرأت على كتابته عبر هذا المنتدي و تعديت على اسس و قوانين الكتابة . وتجرمت على اصول الأدب العربي .
اما الدافع فهو مشروع فرغم انني لست بمثقف او كاتب و لست حتى ابن عم صاحب خيمة السياسة "اوليد عم مول الباش" . إلا ان الأمر يهمني ككل الجزائرين . وقد تجدون في نهري مالا تجدون في بحر الساسة والمثقفين .
ان الدافع هو نفس دافع كل من يعيش في هذه الجزائر الحبيبة . فالفعل يعنينا كلنا و الأحداث تنعكس علينا كلنا بالإيجاب او السلب و لو اختلفت درجات انعكاسها على الجزائرين .
اما المتفق عليه هو انه هناك خلل ويجب ان يكون للخل حل .
اما رأيي فإن الخلل في كوابل التواصل , فمهما يكن في الدولة من مفسدين و مخربين ومهما كان عددهم كبير , فلابد انه هناك مصلحين و مخلصين في الدولة ولو كان عددهم . وكذلك الحال بالنسبة لصفوف الشعب .
فإذا كان الفساد يهيمن على الساحة في البلاد فمعناه ان القطب المخرب و المفسد قد اقبض سيطرته على البلاد, فلابد ان هناك تواصل بينهم . وهو ايضا يعني ان القطب الصالح و المخلص من هنا و هناك قد فشل وهزم من طرف نظيره المفسد و المخرب . فالبتالي ليس هناك تواصل بين المصلحين في البلاد من هنا و هناك .
المطلوب هو التواصل بين الدولة الصالحة و الشعب الصاح من اجل القضاء على الفساد من هنا و هناك .
القطب الفاسد والمخرب من افراد الشعب او الدولة دوافعه خسيسة و اساليبه دنيئة واساساته هشة و قضيته باطله فهو باطل وزاهق . حتى ولوا احكم قبضته فلابد ان يأتي يوم يزول فيه .
اما القطب الصالح و المخلص من الشعب والدولة فدوافعه فطرية واساليبه سليمة واساسته متينة وقضيته عادلة و الحق معه . وشأنه شأن الحق ضد الباطل .
ولكي ينجح القطب الحق في بلادنا فلابد ان يصلح نفسه بنفسه , ويربط كوابل تواصله المنقطعة بين افراد ابنائه من الشعب والدولة . ولابد ان نعزز كوابل التواصل بالثقة المتابدلة و التضامن و المساعدة بين الفأتين في الشعب و الدولة .
اما عن القطب المخرب من هنا وهناك فإذا كان دافعه وراء الأفعال السيئة هو الخوف فأنا اقترح ان يوجه الأموال التي يصرفها لحماية نفسه الى الفئة المحرومة ويسعى الى ان يكون صالحا فسيحبهم الشعب و سيدافع عندهم .
وبكل صراحة فلو تنفق الأنضمة الفاسدة على شعوبها ما تنفقه على الأسلحة لقمعها , لمشي الرؤساء في الشوارع بدون حماية . ولكان الشعب اول من يحميهم عند الظرورة .
ولوقوف أغلب الشعب الجزائري ضد التخريب في هذه الأحتجاجات الأخيرة و إخماده للشرارات الأولى للأحداث, لعربون للدولة الجزائرية على ذلك و لأعتراف لها بالنية و الإخلاص و اعطاء لها الفرصة والوقت . رغم كل معانات هذا الشعب وطول انتظاره وبلوغ بعض القلوب الحناجر . ولدليل للوعي و الصلاح .
ولوقوف الشعب العراقي مكتوف الأيدي وعدم الدفاع عن نظامه ضد الهجوم الأمريكي لدليل على ما اقول.
فلنضحي من اجلكم ولتضحوا من اجلنا ولنتواصل ولنتصالح وليعفو بعضنا لبعض .ولنصلح ذات بيننا .فحتى الأمعاء في البطن تتصارع .
اعداء الجزائر من الدول كثيرين فهم يتربصون بنا وينتظرون الفرصة . فالكيس لا يلدغ من الجحر مرتين.
........................................................................................................................................
اخواني الجزائرين تقبلوا مني فائق التقدير والإحترام.
لست ضد اي احد ولا اكن لاي كان في الجزائر الحبيبة من حقد او غل . بكل بساطة اردت ان اتحدث مع اخواني بكل روح اخوية.
ولا اشك ان هناك جزائري مفسد بل هناك من يجتهد و يخطأ وهناك من يجتهد ويصيب .ولا اقصد الإسأئة لإخواننا من الشعب والدولة . فهم منا و نحن منهم .