وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
والله في الحقيقة كلنا ضد هاذ العنف وبالمناسبة وصلتني رسالة
عبر بريدي الإلكتروني تم تحويلها من شخص من بريده إلى بريدي بالرغم
أني لاأعرفه ,ولعله يريد نصح الناس بطريقته قدر ما يستطيع ,فجزاه الله خيرا
وإليكم الرسالة والنصيحة ,,مـــــــــــنـقو لة,,
نعم للاحتجاج لا للتخريب.
فتوى خاصة بأحداث الجزائر الأخيرة
بسم الله والحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله ,وبعد ;
فان الإسلام يحرم تحريما قطعيا التعدي على أملاك الناس ولا يجيز لأي كان ترويعهم في أنفسهم أو أعراضهم أو أموالهم قال تعالى ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله مالا تعلمون ) الأعراف 33
وكان من آخر ما بلغ به النبي صلى الله عليه وسلم أمته وشدد في ذلك قوله في خطبة الوداع (إن دمائكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا, في شهركم هذا , في بلدكم هذا , إلى يوم تلقون ربكم ألا هل بلغت ؟ قالوا ; اللهم اشهد ) أخرجه البخاري رقم 1741 ,ومسلم رقم 1679
وقال صلى الله عليه وسلم ( كل المسلم على المسلم حرام ; ماله و عرضه ودمه ) أخرجه مسلم رقم 2564
إن حرق المؤسسات وإتلاف الممتلكات مهما كانت خاصة أو عامة حرام في شريعة الله وفساد في الأرض والله تعالى نص في كتابه العزيز انه لا يحب الفساد ولا يحب أيضا الفاسدين قال تعالى ( وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ) القصص 77وقال (و إذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) البقرة 205 - و كل من شارك من قريب أو من بعيد في تخريب ممتلكات الأمة الجزائرية فقد ارتكب إثما يحاسبه الله عليه .
- ومن القواعد الشرعية ( ألا تزروا وازرة وزر أخرى ) فكل إنسان مسؤول عن عمله هو ليس مسؤولا عن عمل غيره فالحكومة مسؤولة عن عملها ومن واجبها الشرعي خدمة الناس وتوفير لقمة العيش للجائع والعمل للبطال والمسكن المحترم للعائلات وفي الصحيح , عن النبي صلى الله عليه وسلم :إن امرأة دخلت النار في هرة حبستها ,فلا هي أطعمتها , ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض )
فإذا كانت امرأة تسببت في تجويع قطة دخلت النار فكيف بمن تسبب في تجويع شعب بأسره فمن واجب الحكومة ان تضع حدا لتدهور المعيشة , فالناس لا يسكتون , إذا تعلق الأمر بدينهم وعجينهم !- ولا يجوز لهذا الشباب الغاضب معاقبة الناس عما يفعلوه فالناس الذين انتهبت ممتلكاتهم والمؤسسات التي حرقت ودمرت ليست مسؤولة عن ارتفاع الأسعار ومعاقبة الناس عما لم يفعلوه من الظلم الذي حرمه الله تعالى .
-ندائي لأهل العلم من الدعاة إلى الله تعالى والأئمة وأهل الرأي والبصيرة ان يبذلوا كل جهدهم لإخماد هذه الفتنة وان يقولوا كلمة الحق فيها ولا يخشوا الحكام ولا الجماهير فكلمة الإسلام لابد ان يسمعها الجميع حكاما ومحكومين . - ان هذا الشباب الغاضب قد يكون مخلصا ومطالبه مشروعه ولكنه ضل الطريق الصحيح باستحلال التخريب ,وترويع الناس الآمنين وواجب أهل العلم تفعيل قاعدة –نحن ننير ولا نثير -. وإذا كان الإسلام يحرم تخريب الممتلكات وترويع الآمنين فلا يعني هذا انه يطالب أتباعه بالسكوت عن الظلم وعدم الجهر بالحق .
*فمن حق الناس في الإسلام إذا تألموا ان يعلنوا ألمهم ومن حقهم إعلام الحكومة بما يؤلمهم ويضرهم ومن حقهم ان يقولوا لا للسياسات التي تؤدي لضررهم وتضييق معيشتهم كل ذلك في إطار من السلم وعدم التعرض للغير من خلال المسيرات السلمية والاحتجاجات المتحضرة التي تبيحها الشريعة ويكفلها القانون .
وعلى عامة الناس الالتجاء للعلماء وطلب النصيحة منهم والسير على خطاهم والسمع والطاعة لهم ولا يجوز لأي كان المجازفة بمصير الأمة وتحميلها ما لا تحتمل قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة . قلنا : لمن ؟ قال لله ولكاتبه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) أخرجه مسلم
وكما ننصح الناس بالهدوء حتى في حالة الاحتجاج , ننصح الحكومة ان تسارع لحل أزمة السكن والبطالة وغلاء الأسعار وسائر الآفات والحمد لله تعالى الجزائر غنية تكفي أبنائها وزيادة كما ننصحها بفتح قنوات الحوار مع مختلف شرائح المجتمع والاستماع لأهل العلم وإذا اشتكى الشعب من شيء يضره فعلى الحكومة ان تشعر بألمه وتسارع في ازالت أسبابه استجابة لقوله عليه الصلاة والسلام : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد , إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) أخرجه البخاري رقم 6011
*ختاما ادعوا هذا الشباب الغاضب للتوقف عن هذه الاحتجاجات العنيفة التخريبية فهي لا تزيد الأزمة إلا تعقيدا و إنما هي إثم عند الله تعالى وان يستعيض عنها بالاحتجاجات السلمية المؤطرة وبقدر الحاجة التي تؤدي لسماع صوت المحتجين فقط .
الشيخ شمس الدين
الجمعة ليلا 7 جانفي 2011م / 1 صفر 1432ه
بلوزداد الجزائر