الصلاة و السلام على النبي الحبيب , يحضر ما يغيب , و اللي يحفر حفرة لخوه فيها يريب .
هذا الجملة كان يرددها والدي كثيرا .
وكان ابي يرددها كلما حل في موقف غدر .
فكنت اسأله عن معنى هذا المثل فحكى لي قصة بلسانه وقال :
يا إبني , كان في قديم الزمان , لبان يسقي الناس اللبن و الحليب , و كان دائما يردد هذا الكلام : " الصلاة و السلام على النبي الحبيب يحضر ما يغيب , و اللي يحفر حفره لخوه , فيها يريب ."
و كان هذا اللبان يمر دائما قرب قصر السلطان , وكان يمر باكرا , فكان غالبا ما يستفيق السلطان على نداء و كلام اللبان .
وذات يوم امر بإحضار اللبان عنده , فلما كلمه السلطان , وجده طيب جدا و على نياته اي اللبان .
فأعجب السلطان باللبان , و ذاق لبنه فأعجبه اللبن , فأمره ان يسقيه اللبن كل صباح .
واصبح اللبان يزور القصر يوميا , ويسقي السلطان اللبن بيده .
وكان كلما سقي السلطان , تحدث اليه و كان يسأله في الغالب عن امر الرعية .
و كان للسلطان وزير , يغار من اللبان , لأنه يدخل على السلطان اكثر مما يدخل هذا الوزير .
فدبر هذا الوزير الماكر خطة ليقضي على اللبان .
وذات يوم واللبان خارج من قصر السلطان , استوقفه الوزير , فقال له : يالبان , إن السلطان يشتكي من رائحة فمك , ويأمرك ان تضع الكمامة عليه .
و ذهب الوزير الى السلطان و قال له : إن اللبان يتكلم عليك يا سيدي السلطان , ويقول ان رائحة فمك كريهة .
و لما جاء صباح الغد دخل اللبان على السلطان مكموم الفم , ضانا انه يعمل بأمر السلطان .
و لما رأى السلطان اللبان مكموم الفم , تأكد من كلام الوزير .
فأعطي رسالة الى اللبان , وامره ان يوصلها الى شخص ما .
و عند خروجه اعترضه الوزير , ورأى الرسالة في يد اللبان , فضن الوزير انها مكافئة . فأنتزع منه الرسالة , و اخذها مكانه الى الشخص الذي من المفروض ان تصله الرسالة .
وفي صباح الغد , دخل اللبان على السلطان كالعادة ليسقيه اللبن . فتفاجئ السلطان به .
وقال له : ألم توصل الرسالة .
قال : بل اوصلها الوزير . لقد انتزعها مني .
فقال السلطان : ولمذا انت مكموم الفم .
فقال اللبان : قلت للوزير ان راحة فمي كريهة .
فقال السلطان : اذن الوزير هو الذي اخبرك بهذا .
قال : نعم .
ففهم السلطان ان الوزير هو الذي دبر مكيدة للبان و سقط فيها هو .
فقال للبان : ما ذا تقول عندما تنادي للناس كل صباح .
فقال : اقول " الصلاة و السلام على النبي الحبيب , يحضر , ما يغيب , اللي يحفر حفرة لخوه فيها يريب ".
فقال السلطان : الوزير حفر لك حفرة و سقط فيها هو .
انتهت القصة . بدون تعليق .