لاعبة كرة القدم النسوية الجزائرية ليلية بومرار لـ"آفاق": نحن هنا لنبقى وفتيات الجزائر بألف خير
ليليا بومرار
الجزائر - ياسمين صلاح الدين - آفاق
يحتل الفريق الجزائري النسوي لكرة القدم المرتبة ال70 عالميا في الوقت الذي يحتل فيه فريق الرجال المرتبة 91 دوليا، لكن وبالرغم ذلك فمن النادر أن تجد في الصحافة الجزائرية المكتوبة موضوعا عن الفرق النسوية الجزائرية لأسباب مرتبطة بالمجتمع الذكوري، مع هذا هنالك الكثير من الفتيات في الجزائر استطعن أن يتحدين هذا الإقصاء والإهمال وفرضن أنفسهن في داخل البلاد وخارجها.
آفاق التقت بلاعبة كرة القدم النسوية المهاجمة "ليليا بومرار" وكان هذا الحوار الحصري:
آفاق: من هي ليليا بومرار؟
بومرار: لاعبة جزائرية من مواليد عام 1988. أقيم في فرنسا منذ سن الثالثة إلى يومنا هذا.
آفاق: حدثينا عن التحاقك بكرة القدم و لماذا كرة القدم تحديدا؟
بومرار: التحقت بكرة القدم عن حب كبير لهذه اللعبة منذ سن الثامنة من العمر. كان أخي يلعب في أحد النوادي التابعة للضواحي بباريس وكنت دائما أذهب إلى الملعب لرؤيته يلعب، وذات يوم رآني مدربه وقال لي فجأة: "ليليا هل ترغبين في اللعب أنت أيضا؟" كنت في الثامنة من العمر، قفزت من مكاني و قلت نعم. ووجدت نفسي ألعب في فريق مختلط فيه البنات والأولاد، ثم في سن العاشرة تم حل النادي الذي كنت أستمتع باللعب على عشبه ولأن حبي لكرة القدم ظل مستمرا قررت الالتحاق بنادي آخر وأنا فيه إلى اليوم.
آفاق: هل تلقيت تشجيعا من الأسرة أيضا؟
بومرار: طبعا. الجميع شجعني على كرة القدم لأنهم اقتنعوا أنني لاعبة جيدة ولم أجد أي صعوبة في اللعب من وقتها. لأسرتي الدور في تشجيعي على أن ألعب اليوم في الفريق الوطني النسوي الجزائري لكرة القدم ولعبنا التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا، للأسف كان حظنا سيئا!
آفاق: يعني تتابعين أخبار الفرق النسوية في الجزائر؟
بومرار: طبعا أتابع أخبار الفرق النسوية في الجزائر، برغم قلة الإمكانيات المقدمة للفتيات إلا لأنني أعتز كثيرا أنهن يحاولن تخطي الصعوبات التي تواجه الفتيات لأجل البقاء في كرة القدم، ثقي أننا هنا لنبقي وفتيات الجزائر بألف خير.
آفاق: ما هي الصعوبات التي تسمعين عنها؟
بومرار: كرة القدم النسوية في مجتمع عربي ليست من أولويات الاهتمام لا الرسمي ولا الشعبي، ولهذا لا أحد يعطي للفتاة الحق في أن تثبت وجودها بكل أسف. مع هذا أسمع عن منتخبات نسوية جزائرية وتونسية ومغربية يحققن نتائج جيدة.
آفاق: أنت قلب هجوم المنتخب النسوي الجزائري، كيف تم استدعاؤك لتمثيل الجزائر دوليا؟
بومرار: أولا لعبي مع منتخب بلادي شيء مهم جدا بالنسبة لي كجزائرية أولا وكفتاة، لقد تلقيت دعوة للانضمام إلى المنتخب الوطني وانضممت. نحن نريد عبر كرة القدم أن نثبت وجودنا ونصنع الاختلاف. الفريق النسوي الجزائري لكرة القدم يحتل مرتبة جيدة دوليا بالرغم من ظروف التحضيرات وظروف أخرى، وهذا شيء ما كان ليتأتى لولا عزيمة كل فتيات الجزائر على أن يكن في الصفوف الأولى.
آفاق: كيف ترين نفسك كمهاجمة في فريق قومي؟
بومرار: (تضحك) بصراحة مهمة المهاجم ليست سهلة وكرة القدم الحديثة لم يعد فيها مدافع ومهاجم، صارت لعبة تعتمد على الجميع وعلى الخبرة والعمل المستمر والتحضير الجيد، كلها مكاسب يجب أن تتوفر في لاعب كرة القدم.
آفاق: كم هدف سجلت في مسيرتك الرياضية مع المنتخب الجزائري لكرة القدم؟
بومرار: 17 هدف.
آفاق: كيف تفسرين أن العديد من الناس لا يعرفونك مع أنك قلب هجوم المنتخب وسجلت 17 هدف؟
بومرار: نحن منتخب نسوي، و الاهتمام الإعلامي ليس مسلطا علينا بشكل كبير لأننا فتيات ولأن منتخب الرجال أهم في نظرهم وهذا الأمر موجود في فرنسا مثلما هو موجود في الجزائر.. لهذا لا أتفاجأ عندما يسألني أي صحفي هذا السؤال، ثم أن كرة القدم عندي متعة كبيرة أمارسها وأفجر طاقاتي الخاصة عبرها ولا أنتظر شهرة تحرمني من حريتي. القليل يعرف نجوم فرنسا في كرة القدم النسوية ولكن الجميع يعرف زين الدين زيدان!
آفاق: على ذكر المنتخب النسوي الفرنسي لكرة القدم، تلعب فيه جزائريتان واحدة كابتن المنتخب أليس كذلك؟
بومرار: نعم ولديهما مستوى جيد للغاية.
آفاق: لعلي قصدت أن أسألك: كيف تفسرين أن ينجح جزائري خارج بلده أكثر من نجاحه داخل بلده؟
بومرار: أسباب كثيرة أهمها الإمكانيات المقدمة للنجاح. الكرة تحتاج إلى الكثير من الدعم والاجتهاد وعندما يكون هنالك دعم واجتهاد يتحقق النجاح.
أنظري كيف أن فريق أسبانيا حقق كأس أمم أوروبا بينما لا أحد فكر في وصوله إلى أكثر من الربع النهائي؟ العمل لا يبدأ من ساعة المباراة بل من قبلها، ولهذا عندما تعطى للجزائري الفرصة والإمكانيات المادية والمعنوية يحقق المعجزات ولنا في زين الدين زيدان أفضل دليل، وهذا لا يعني أن الجزائري لم يحقق داخل بلده شيئا، لك في العداء العالمي نور الدين مرسلي والعداءة العالمية حسيبة بولمقرقة وفي الجيدو بطلة إفريقيا "سليمة سواكري" الخ.
آفاق: تلعبين في نادي "بانييه" الفرنسي وهو تابع إلى أندية الدرجة الثانية. ألم تفكري في الذهاب إلى نادي درجة أولى معروف لتكسبي خبرة وتكوني أكثر جمهرة مثلا؟
بومرار: بصراحة النادي الحالي منحني الثقة وأعطاني الكثير وأسعى إلى أن أنتقل معه إلى الأبعد وهدفنا الصعود إلى الدوري الممتاز. أما عن الذهاب إلى أندية أخرى فإلى الآن لم أفكر بشكل جدي لأني ألعب داخل ناديي الحالي في ظروف جد ممتازة، ناهيك على أننا أربع جزائريات في هذا النادي، يعني نشعر بكثير من الامتياز وصعودنا إلى الدوري الممتاز سوف يجعلنا معروفين أكثر مع الوقت، وشخصيا هدفي هو أن نفوز بكأس فرنسا كنادي نسوي قصد الاحتكاك الأوروبي في بطولات أوروبية. وهدفي أيضا هو أن يفوز المنتخب النسوي الجزائري بكأس أمم إفريقيا وهذا ليس ببعيد إن تحققت الإمكانيات الجيدة لفتيات الجزائر.