عبرة في قصة .

يحكى انه في قديم الزمان كان رجل كبير الجسم و قوي البنية . كان يهابه جميع افراد قريته و القرى المجاورة له . فكان لا يتجرأ احد ان يرد مظالمه مهما كان . وكان يحتقر الناس و يسلب اموالهم , وما من احد يستطيع ان يتنفس امامه .
و كان في قريته هذه حلاق قصير القامة . هزيل الجسم , ضعيف البنية . محتقر من طرف الجميع . يعني عكس الأول تماما .
و الفرق بين جسمهما كالفرق بين العصفور و الجمل .
فذات مرة ذهب القوي الظالم عند الحلاق الهزيل . فطلب منه ان يحلق له لحيته , فأبى الحلاق خوفا من ان يجرحه . و رد فعل الضالم .
فطمأنه بأن لا يخاف , فأصر الحلاق على خوفه . فأعتذر له خوفا منه .
لا كن الظالم ذو الجثة الضخمة ابي إلا أن يحلق له الحلاق .
ققال الحلاق للظالم : اربطك اذا, فإذا جرحتك ستكون لي الفرصة للهروب قبل ان تقضي علي.
فأهتدى الظالم للفكرة وقبل بها . فربطه الحلاق وشد رباطه .
فحلق له نصف اللحية و ترك له النصف الأخر معفي , فقال له : أنا لن اكمل لك و أفعل ما شأت .
يا راجل كملي حلق الباقي قال الظالم . و الله سأتركك ضحكة و عبرة للناس رد الحلاق الضعيف .
و تركه وذهب للمقهى ينتظر يومه , المهم انه فعل ما لم يفعله الأقوياء امام الظالم .
وبعد مدة فك الظالم من طرف احد المارة , و اتجه الى مقهى القرية و الناس تنظر في وجهه و تستشفى ( عجبهم الحال لانه اصبح مسخرة ) . و لما وصل الى المقهى , مات اخونا الحلاق من الخوف طبعا , وطلب النجدة من الناس , لاكن الظالم طمأن الناس بان لا يثأر لنفسه , بل طلب من القهوجي ان يعصر قهوة على حسابه ليشربها الحلاق , إعترافا منه انه منهزم .
و قال لهم كلام فيه كثير من الحكمة .
قال للجميع ايها الناس : مهما كنت قوي و مهما كنت ذكيا , فيستطيع ان يغلبك من هو اقل منك قوة و حلية
مثل ما صنع الحلاق بي ,
ومن ذلك اليوم اهتدى الظالم القوي فأصبح مسالما , و ضريفا .

انتهت القصة , اتمنى ان اكون قد اوصلت لكم الفكرة

لهذا يجب ان لايغتر الإنسان , لا بقوته ولا بماله , و لا بشبابه , ولا بمعارفه , ولابحسبه و لا بنسبه , ولا بالمناصب , ولا بأي شي , لانك مهما كنت فهاناك من هو اكثر منك قوة و حيلة و حيلة .
وفوق كل هذا . و فوق كل ذي عليم .
و الإنسان ضعيف , انضر الى قارون . كم له من مال و سلطة . و كم كان الناس يتمنون ما عنده و ماهو فيه ,
ولما حل به ماحل من عذاب الله , حمد الناس انهم لم يكون مثله ,

وفي الأخير شكر على القراءة و معذرة على الإطالة

بقلم المعارض , من منتيات الجزائر , جميع الحقوق محفوضة 2008 R

والسلام ختام