مواطن مسلم
عضو مميز
عدد الرسائل : 979 تاريخ التسجيل : 29/04/2011 نقاط : 1594 منتديات تيجلابين لكل الجزائريين والعرب : www.forum.tidjelabine.net
| موضوع: العشاء الأخير لصاحب الجلالة ابليس الأول 2011-10-13, 17:12 | |
|
أقدم لكم قصيدة سلطان الشعراء شاعر الأحرار .. أحمد مطر
العشاء الأخير لصاحب الجلالة ابليس الأول
وثـنٌ يضيـقُ برجسـه الأوثـانُ وفريسـة تبكـي لـهـا العُقـبـانُ
ودمٌ يُضَمِّـدُ للسيـوف جراحـهـا ويُعيذهـا مـن شرهـا الشريـانُ
هي فتنـة عصفـت بكيـدك كلِّـه فانفـذ بجلـدك أيهـا الشيـطـان
ماذا لديـك؟ غوايـةٌ؟ صنهـا فـقد أغوى الغواية نفسهـا السلطـان
كفرٌ؟ بمـاذا؟ ديننـا أمسـى بـلاديـن وأعلـن كـفـره الإيـمـان
كـذبٌ؟ ألا تـدري بـأنّ وجوهنـا زورٌ وأنّ نفـوسـنـا بـهـتـان
قرنـان؟ ويلـك عندنـا عشـرون شيطانـاً وفـوق قرونهـم تيجـان
يا أيها الشيطـان إنـك لـم تـزل غِـرّاً وليـس لمثـلـك المـيـدان
قف جانبـاً للإنـس أو للجـن واتركنـا فـلا إنـسٌ هنـا أو جـان
قف جانبـاً كـي لا تبـوء بذنبنـا أو أن يدينـك باسمـنـا الـدّيـانُ
إن يصفـح الغفـار عنـك فإننـا لا يحتوينـا الصفـح والغـفـران
أُنبيـك أنّـا أُمّـةٌ أَمَــةٌ تـبـاع وتشتـرى ونصيبهـا الحـرمـان
أُنبيـك أنّـا أُمّـةٌ أسيادهـا خـدمٌ وخـيـرُ فحولـهـا خـصـيـان
قِطعٌ من الكذب الصقيل فليس فـي تاريخـهـم روحٌ ولا ريـحــان
أُسـدٌ ولكـن يحدثـون بثوبـهـم إن حركـت أذنابـهـا الفـئـران
متعففون وصبحهـم سطـوٌ علـى قـوت العبـاد وليلـهـم غلـمـان
متديـنـون ودينـهـم بدنـانـهـم ومسهّـدون وسُكرهـم سـكـران
عربٌ ولكن لو نزعـت قشورهـم لوجـدت أنّ الـلـب أمريـكـان
جيلان مرّا لـم يكـن فـي ظلهـم ظـلٌ ولا بوجـودهـم وجــدانُ
حتى المرارة أقلعـت عـن نفسهـا ولنـا علـى إدمانـهـا إدمــان
نأتي إلـى الدنيـا وفـي أعناقنـا نيـرٌ وفـي أعماقـنـا نـيـران
تُخصى لنا الأسمـاع منـذ مجيئنـا شرعـاً ويُعمـل للشفـاه خـتـان
ونسيـر مقلوبيـن حتـى لا تُـرى مقلـوبـة بعيونـنـا الـبـلـدان
والـدرب متضـح لنـا فوراءنـا متعـقِّـبٌ وأمامـنـا سـجّــانُ
فيخاف من فرط السكـوت سكوتنـا مـن أن تمـر بذهننـا الأذهــان
ونخاف أن يشيَ السكوت بصمتنـا فـكـأنـمـا لسـكـوتـنـا آذان
لو قيل للحيوان كـن بشـراً هنـا لبكـى وأعلـن رفضـه الحيـوانُ
كم باسمنا نشب النزاع ولـم يكـن رأي لـنـا بنشـوبـه أو شــان
وعـدتْ علينـا العاديـات فليلنـا ثـوبُ الحـداد وصبحنـا الأكفـان
وهـواؤنـا آهاتـنـا وتـرابـنـا دمــعٌ دمٌ وسمـاؤنـا أجـفـان
صحنا فلم يُشفـق علينـا عقـربٌ نُحنـا ولـم يَرفـق بنـا ثُعـبـان
ومَن المجير وقـد جـرت أقدارنـا في أنْ يجـور الأهـل والجيـرانُ
قلنـا ومطرقـة العـذاب تدقـنـا سيجـيء دورك أيهـا السـنـدان
وسيأكل السرحـان لحـم صغـاره إن لم يجـد مـا يأكـل السرحـان
فتمرّتِ الضحكـات فـي دمعاتنـا وتكدرت مـن صحونـا الكيـزان
حتى إذا ما سكـرةٌ راحـت وجـاءت فكـرةٌ وتـثـاءب النعـسـان
غفلتْ زوايا الحـانِ عـن ألحانهـا وانحطـت الشرفـات والحيطـان
وهوى الهـوى متضرّجـاً بهوانـه وانهـدّ مـن نـدمٍ بهـا الندمـانُ
لكننـا فـي الحالتـيـن سفيـنـةٌ غرقـت فقـام يلومهـا الـربـان
أمـن العدالـة أن نُشـكَّ ونُشتكـى أم أن نبـاع وجلدنـنـا الأثـمـان
في لحظة لعنت مصانعهـا الدمـى وتبـرّأت مــن نفسـهـا الأدران
وانساب "سيرك" المعجزات فها هنا قـدمٌ فــمٌ وفصـاحـةٌ هـذيـان
يُلقي بها الإعـلام فـوق رؤوسنـا صُحفـاً يقـيء لعهرهـا الغثيـان
فزبـالـةٌ واستبـدلـت بزبـالـة أخـرى ولـم تستبـدل الجـرذان
وهنـا مليـك مـغـرم بتـراثـه يحسوا الخمـور وكأسـه فنجـان
وهنـاك ثـوريٌ يؤسـس دولــةً فـي كرشـه فتصفـق الثـيـران
وهنـا مليـكٌ ليـس يملـك نفسـه فمـه صـدىً وضميـره دكــان
ومفكّـرٌ متخصـصٌ بعلـوم فــرك الخصيتيـن ففـكـره سـيـلان
وشواعـرٌ كـي لا أسمـي واحـداً يتستـرون وستـرهـم عـريـان
يزنـون بالقبّـان أبيـاتـاً لـهـم فيميـل مـن أوزانــه القَـبّـان
فـي كـفّـةٍ تسبيـلـةٌ ودراهــمٌ وبكـفّـةٍ تفعـيـلـةٌ وبـيــان
متفاعـلـن متفاعـلـن عـلانـة متفاعـلـن متفاعـلـن عــلان
وتــقــرقـــع الأوزان دون مبادئٍ لمبادئٍ ليسـت لهـا أوزان
فالحاكـم المغـتـال طـفـلٌ وادعٌو المودَعـون بسجـنـه غـيـلان
وابن الشوارع فارسٌ فـي ساعـةٍ وبساعـةٍ هـو غـادرٌ وجـبـانُ
هل ينثنـي الجـزّارُ عـن جـرمٍ وهل ترتد عن أخلاقهـا الفرسـانُ
كـلا ولـكـن "الأنــا" ورمٌ وإنزادت فـكـلُّ زيــادةٍ نقـصـان
يبـدو التناقـض عندهـا متناسقـاً واللـون فـي صفحاتهـا ألــوان
هو فارسٌ ما دام يفتـرس الـورى فـإذا قُرِصْـتُ فإنـه قُـرصـان
وحدي ولو ذهب الأنـام جميعهـم وإذا ذهبـت فبـعـدي الطـوفـان
يـا آيـة الله الجديـد ومـن لقـى آيـاتِـه الحـشـرات والـديـدان
آمـنـت أنــك آيــةٌ فبـحـدّكَ اتًّحـد الهـوى وتفـرّق الفرقـان
طوبى لنبلـك فـي الجهـاد فمـرة أرض الكويـت ومــرةً إيــران
وكـأنّ خارطـة الجهـاد أعدّهـا "ميخـا" وأكـد رسمهـا "المعـدان"
القـدس ليسـت مـن هنـا تؤتـى ونعلـم أنهـا مـن ودنهـا عمّـان
والفقـر ليـس بأرضنـا فمياهنـا تـروي الميـاه ونفطنـا غـدران
وبوارج الغرباء قـد كانـت هنـا تحمي حماك وهم هنـا قـد كانـوا
إن كنـت تنسـى أنهـم نَصَبـو كمحرقـةً لنـا فسيذكـر النسـيـان
لكنمـا قضـت الروايـة أن يُـبـدّل مشـهـدٌ فتـبـدّل البـنـيـان
مهما تخلّى فـي الروايـة بعضكـم عـن بعضكـم فجميعكـم خـلان
قيلَ الهـوى فالضـمُّ ضـمُّ حبيبـةٍ عجبـاً أتنـبـتُ للهوى أسـنـان
أتُعـدُّ قنبـلـةً فتـدعـى قبـلـةً ويُعـدُّ عيـداً ذلــك الـعـدوان
وأسيرةٌ قد حرّرتْ وعجبـتُ مـن حـريـةً نسماتـهـا قـضـبـان
وشريـدةٌ رجعـت لمنـزل أهلهـا أينالهـا الإعــراض والنـكـران
أيمـوت دون عفافهـا إخوانُـهـا أم يستبيـح عفافـهـا الإخــوان
هي سُنـةٌ قـد سنّهـا وثـنٌ فمـاذا لـو قفـتْ آثارهـا الأوثــان
إن اللواحـق للسـوابـق تنتـمـي وصُنـان أتبـاع العِـدا صنـوان
قل للجزيرة كيـف حالـت حائـلٌ وبمـن جـرت لخرابهـا نجـران
وبكفّ من كـفُ القطيـف تقطّفـت وبمن تعسّـر فـي عسيـر أمـان
ومَن احتسى الأحساء أو مَن ذا الذي حجـز الحجـاز وجنـده رهبـان
هل عندنا شيخٌ يسمـى "شِكْسَبيـرَ "وهـل تطيـر وتقصـف البعـران
لا بـل قضـى شـرع الأهلـة أن تخوض جهادها وسيوفها الصلبـان
كرم الضيافة دائمـاً يقضـي بـأنْ تُطوى الجفـون وتفتـح السيقـان
معنى الجهـاد بعصرنـا أجهادنـا أو عصرُنـا وثوابنـا خـسـران
عثمـانُ يُقتـل كـلَّ يـومٍ باسمنـا وتُخاط مـن أطمارنـا القمصـان
أنا ضد أمريكـا إلـى أن تنقضـي هـذي الحيـاة ويوضـع الميـزان
أنا ضدها حتى وإن رقّ الحصـى يومـاً وسـال الجلمـد الـصـوان
بغضي لأمريكا لـو الأكـوان ضمـت بعضـه لانهـارت الأكـوان
هي جذر دوح الموبقات وكـل مـا في الأرض من شر هي الأغصـان
مَن غيرها زرع الطغـاة بأرضنـا وبمـن سواهـا أثمـر الطغـيـان
حبكت فصـول المسرحيـة حبكـةً يعيـا بهـا المتـمـرس الفـنّـان
هـذا يكـرّ وذا يفـرّ وذا بـهـذا يستجـيـر ويـبـدأ الغـلـيـان
حتى إذا انقشـع الدخـان مضـى لنا جرحٌ وحـلّ محلّـه سرطـان
وإذا ذئـاب الغـرب راعيـة لنـا وإذا جميـع رعاتـنـا خـرفـان
وإذا بأصنام الأجانـب قـد ربـت وإذا الديـار وأهلـهـا القـربـان
أنا يا كويت قـد اكتويـت وربمـا بشـواظ نـاري تكتـوي النيـران
صحراء همـي مالهـا مـن آخـر وبحـار حزنـي مالهـا شـطـآن
تبكي شراييني دمـاً فـي مدمعـي وبأدمعـي تتضاحـك الأحــزان
أنت القريبة في اللقاء وفـي النـوى وأنـا بحبـي الغـارق الظـمـآن
لي منك مـا للقلـب مـن خفقاتـه ولديـك منـي الوجـه والعنـوان
فلقد حملتك فـي الجفـون مسهّـداً كـي لا يُسهّـدَ جفنـك الوسنـان
وملأت روحي منك حتى لـم يعـد منـي لروحـي موضـع ومكـان
ما ذاب مـن فـرط الهـوى بـك عاشق مثلي ولا عرف الأسى إنسان
قالوا هَجـرتِ فقلـتُ إنـا واحـدٌ وكفـى وصـالاً ذلـك الهجـران
هي موطني ولهـا فـؤادي موطـنٌ أتفـرُّ مـن أوطانهـا الأوطــان
ماذا على شجرٍ إذا طرد الخريـفُ هَـزازهـا لتـغـرّد الـغـربـان
فـي الكحـل لا تجـد الأذى إلا إذا عملـتْ علـى تكحيلـك العُميـان
أنـا لا أزال أدق قلـبـي خائـفـاًويكـاد يُخفـي دقتـي الخفـقـان
لا تنكـري تعبـي ولا تستنكـري غضبـي فإنـي العاشـق الولهـان
نُبّئتُ أنك قد هرمتِ وغـاض مـن غيـظ الخطـوب شبابـك الريـان
وعلمـتُ أنّ الدارعيـن تدرّعـوا بطنينـهـم وسلاحـهـم أطـنـان
وبدوا فهوداً عنـد منسكـب النـدى وإذا بهـم عنـد الـردى حُمـلان
صمتوا لديك لتلفظي النفس الأخيـر وبعدهـا عُزفـتْ لـكِ الألـحـان
ولطالما وعدوا بنصرك في الوغـى وعَـدَوا وأبلـغُ نصرهـم خِـذلان
لم يُمتشق سيفٌ ولـم تُسـرج لهـم خيـلٌ ولـم تُقطـع لهـم أرسـان
فجميعهـم قـد كذّبـوا وجميعـهـم قـد مثّلـوا وجميعهـم قـد خانـوا
كم عِبـرةٍ عبـرت بهيـأة عَبـرةٍ ونـوازلٍ نزلـت هـي السـلـوان
يَضرى بحرق العود نشـر عبيـره وبضربـهـا تتـرنـم العـيـدان
قالـت لـي المأسـاة أن وليّـهـا ظُلـمُ الـولاةِ وأُمَّهـا الإذعــان
قالـت ويحمـل جثتـي الطـاوي ويهرب من حفيف ثيابيَ الشبعـان
قالـت ويقـدحُ نـاريَ الجبـنـاءُ لكن يكتـوي بحريقـيَ الشجعـان
وأقـول كــل بـلادنـا محتـلـةٌ لا فرق إن رحل العـدا أو رانـوا
مـاذا يفيـد إذا استقلـت أرضنـا واحتُـلّـتِ الأرواح والأبـــدان
ستعـود أوطانـي إلـى أوطانهـا إن عـاد إنسانـاً بهـا الإنـسـان
| |
|