سفاح النروج.. صهيوني متحمس ومعجب بإسرائيل
تحت عنوان "القاتل يُغدق الثناء على إسرائيل"، كتبت صحيفة "يسرائيل هيوم" أنه من "بين 1500 صفحة بيان القاتل النرويجي، أندروس برايبيك، يمكن أن نجد تأييدا مفاجئا بالذات لإسرائيل، الدولة التي يصفها بحماسة – إلى جانب، وربما بسبب، كراهيته الشديدة للمسلمين".
وقالت الصحيفة إنه "في الوثيقة تُذكر دولة إسرائيل بما لا يقل عن 300 مرة – وكلها في ضوء ايجابي. قراءة كتاباته تُبين أن برايبيك صهيوني متحمس في ظل مدحه وتمجيده للحالم بدولة اليهود بنيامين زئيف هرتسل. بالتوازي، يهاجم بشدة المؤسسة السياسية في أوروبا، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي، لأنها برأيه مؤسسة غير مؤيدة لإسرائيل".
كما يمتدح برايبيك سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين اللذين يعيشون في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، التي برأيه "على مدى السنين لم تمنح لمعظم السكان المسلمين الذين يعيشون تحت سيطرتها حقوق المواطن – في خلاف تام لأوروبا، التي فتحت بواباتها أمام المسلمين، ومنحتهم المواطنة وحقوق زائدة".
ويفاجيء برايبيك في اطلاعه الواسع على كل ما يتعلق بـ"السياسة الحزبية الداخلية في البلاد". فهو يمتدح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي "شكل ائتلافا يمينيا، وحليفه الرئيس هو حزب اسرائيل بيتنا". وذلك حسب برايبيك، رغم أن نتنياهو "عرف أن نوع الائتلاف اليميني من هذا القبيل من شأنه أن يغضب الرئيس الأميركي باراك اوباما ويمس بالعلاقات بين الدولتين".
وفي وثيقة برايبيك يُظهر أيضا إطلاعا على الحوار الأكاديمي والإعلامي في إسرائيل، ويقتبس سلسلة من البروفيسوريين إيال زيسر وايتمار رابينوفيتش ويذكر صحيفة "هآرتس" والقناة 7 التابعة للمستوطنين. كما كتب برايبيك يقول "حان الوقت لوقف الدعم الغبي للفلسطينيين والشروع بدعم أبناء عمومتنا الحضاريين – اسرائيل".
على صلة، قال الكاتب أندرو براون في مقال بصحيفة غارديان إن أندرس بيرينغ بريفيك منفذ مجزرة النروج لم يتحرك بدافع مسيحي، فقد كشفت أفكاره التي نشرها على الإنترنت أنه كان كارها ومعاديا للإسلام وأن أقرب نموذج له هو جنكيز خان.
وقال الكاتب إن بريفيك مهووس بنظريات المؤامرة في كتاباته، فهو يرى أن الإسلام يهدد أوروبا بما يسميه "الجهاد السكاني" عن الطريق الهجرة والزيادة السكانية غير المراقبتين، وهو يرى "أن المسلمين الذين لا يمكن أن يعيشوا في سلام مع جيرانهم يغزون أوروبا". وأوضح الكاتب أن هذه الأفكار ورغم أنها جنونية، فإنها رائجة بين أوساط اليمين المسيحي بأوروبا وأميركا الشمالية، بل وحتى بعض المحافظين ببريطانيا.
ونقل الكاتب ما نشره بريفيك على موقع "دوكيمونت. نو" حيث قال "أروني بلدا واحدا عاش فيه المسلمون في سلام مع غيرهم وبدون أن يهاجموا من يقولون إنهم كفار إما بالقتل أو الزيادة السكانية؟". وأضاف "دلوني على نموذج واحد على نجاح المسلمين في الاندماج مع غيرهم، كم من الأوروبيين يجب أن يموتوا، وكم عدد الأوروبيات اللواتي يجب أن يُغتصبن، وعدد الأوروبيين الذين يتعرضون للسرقة والنهب حتى تتأكدوا أن التنوع الثقافي والإسلام لا يتعايشان؟".
وأضاف الكاتب أن بريفيك تحدث بهوس عن إحصاءات قدمها عن تزايد عدد السكان المسلمين في لبنان وكوسوفو وكشمير وتركيا عبر القرون لإثبات أن أوسلو والمدن الأوروبية الأخرى تواجه المصير ذاته. وقال الكاتب إن مثل هذه الأفكار رائجة في أوساط اليمين المسيحي الأوروبي والأميركي. فبريفيك أشار في كتاباته بموقع "دوكيمونت. نو" إلى المحرض ضد المسلمين بأميركا روبرت سبنسر. كما أشار إلى اسمين مستعارين نرويجيين وهما فيوردمان وبات ييور. وكان سبنسر مع باميلا غيلر مسؤولين على الحملة التي شنت على بناء مسجد في موقع برجي مركز التجارة العالمي.
وأضاف الكاتب أن فيوردمان، وهو اسم ربما يستخدمه أكثر من شخص، هو نرويجي معاد للإسلام ومنذ سنوات توقع نشوب حرب بين المسلمين وجيرانهم، وبلغ من تشدده أنه رفض لقاء بريفيك، لكن آراءهما متوافقة لدرجة أن كثيرين اعتقدوا أنه هو الذي ارتكب مجزرة أوتويا، وهو يكتب في موقع "براسل جورنال" البلجيكي المتطرف والمعادي للاتحاد الأوروبي.
وكانت الشرطة النرويجية قد اعتقلت بريفيك يوم الجمعة الماضي للاشتباه بضلوعه في عملية التفجير التي استهدفت مبان حكومية في أوسلو وأدت إلى مقتل 7 أشخاص والمجزرة التي استهدفت مخيماً للشبيبة ينظمه حزب العمال الحاكم في النرويج قتل خلالها أكثر من 80 شخصاً. وأشارت الشرطة إلى أن برفيك أصولي مسيحي ينتمي إلى اليمين المتطرف وكان قد عبر عن أراء حول تطهير أوروبا من المسلمين، وانتقد سياسة الحكومة النرويجية حول تعدد الأعراق. واعترف بريفيك أمس الاحد بمسؤوليته عن الهجومين.
وأظهر بيان من 1500 صفحة نشره بريفيك على الانترنت قبل ساعة فقط من التفجير في أوسلو إنه قضى 9 سنوات في الإعداد لهجوميه. وحمل البيان عنوان "2083- إعلان أوروبي للاستقلال" ويشير إلى كيفية تمكين أوروبا من تخليص نفسها من المهاجرين والمسلمين بشكل خاص. كما دعا لطرد سكان قطاع غزة والضفة الغربية من اراضيهم كما وصف فكرة اقامة دولة فلسطيينة بالفكرة غبية.
وأشار إلى أن 95% من الأوروبيين سيكرهونه لقيامه بما يخطط له ولكنه على ثقة أنهم سيشكرونه لاحقاً. وكان بريفيك قد اشترى في أيار/مايو 6 أطنان من الأسمدة يعتقد أنه استخدم البعض منها في عملية التفجير. وأكدت الشرطة النرويجية الأحد أن اندريس برينج بريفيك كان قد وزع منشورا (منيفست) يتضمن لهجة عنيفة مناهضة للاسلام يقع في 1500 صفحة وذلك يوم الجمعة أي قبل ساعات من وقوع الهجومين. ويتضمن المنشور الذي بث على موقع الكتروني وصفا لمخططات وكيفية صنع المتفجرات وفلسفة عنيفة أدت إلى التفجير الذي وقع بوسط العاصمة أوسلو واطلاق الرصاص العشوائي في معسكر صيفي سنوي للجناح الشبابي لحزب العمال الحاكم.
وقال سفينونج سبونهايم القائم بأعمال رئيس الشرطة في أوسلو في مؤتمر صحافي "تم بث هذا المنشور في يوم وقوع الأحداث. لدينا تأكيدات بذلك". وكتب بريفيك يقول إن أعمال القتل ستوجه الانظار إلى المنشور الذي يحمل عنوان (2083- اعلان أوروبي للاستقلال). وأضاف "بمجرد قرارنا شن الهجوم يحبذ قتل أكبر عدد ممكن والا خاطرت بالحد من الاثرالايديولوجي للهجوم". وحمل المنشور ايضا على "السياسة الاستعمارية الاسلامية وأسلمة غرب اوروبا" و"تصاعد الثقافة الماركسية/التعددية الثقافية".
ويرى بريفيك إنه في العام ٢٠٨٣ ستشهد أوروبا حرباً أهلية شاملة سيباد فيها الماركسيون ودعاة التعددية الثقافية وسيتم طرد المسلمين من القارة الأوروبية. وحسب نظريته، فإن الحرب ستجري على ثلاث مراحل: المرحلة الأولى ستستمر حتى سنوات الثلاثين وهي عبارة عن حرب تشنها خلايا عسكرية سرية وتعزيز القوى المحافظة، وفي المرحلة الثانية المستمرة من العام ٢٠٣٠ حتى ٢٠٧٠ ستشهد مقاومة مسلحة تمهيدية لانقلابات أوروبية، وفي المرحلة الثالثة الأخيرة ستتم الاطاحة بكافة القادة الأوروبيين لتسيطر على أوروبا "أجندة سياسية محافظة".
ويزعم بريفيك أن الدافع لجرائمة هو مشاركة بلاده في هجمات التحالف الأطلسي - ناتو في صربيا في العالم ١٩٩٩، التي تم خلالها "مهاجمة أخواننا الصربيين الذي أرادوا طرد الإسلام من خلال طرد مسلمين ألبان إلى أراضيهم". كما ينتقد حكومة بلادة على معالجة قضية الرسوم المسيئة للرسول محمد (ص)، وتقديمها اعتذاراً للمسلمين. كما تطرق إلى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ويهاجم حكومة بلاده لمنحها إياه جائزة نوبل للسلام ويدعو إلى طرد "الخونة الانتحاريين" في إشارة المسلمين.
وذكرت وسائل اعلام أوروبية أن القاتل بث، قبيل ست ساعات من الهجومين الداميين، شريط فيديو على موقع "يوتيوب"، دعا فيه أتباعه إلى "الاستشهاد"، كما روج، في تسجيله المصور، لمعاداة الإسلام، رغم تأكيده بأنه ليس "عنصرياً"، وشرح في نص مرفق مع الفيديو، تفاصيل الهجمات، قائلاً إنه "سيتنكر كضابط شرطة"، وأن الناس "ستصاب بالذهول". وكتب، بحسب ما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، في ملف مكون من 1500 صفحة، بأن هناك حالات تكون فيها القسوة ضرورة، وأنه من "الأفضل قتل الكثير (من الناس) عوضاً عن قتل عدد غير كاف".
وكشفت صحيفة "صندي اكسبريس" الأحد أن منفّذ الهجومين الداميين في العاصمة النرويجية أوسلو وجزيرة قريبة منها كان مستشاراً لرابطة الدفاع الانكليزية اليمينية المتطرفة بشأن الكراهية ضد المسلمين. وقالت الصحيفة إن اليميني المختل عقلياً أندرس برايفيك، الذي قتل 92 شخصاً على الأقل في هجوم مزدوج وسط أوسلو ومعسكر للشباب في جزيرة أوتويا القريبة من العاصمة النرويجية، قدم نصائح لرابطة الدفاع الانكليزية بشـأن طرق اثارة الكراهية ضد المسلمين. واضافت أن برايفيك، البالغ من العمر 32 عاماً، كان محط اعجاب الجماعة اليمينية المتطرفة في بريطانيا، وخطط لانشاء جماعة مشابهة لها في النرويج لمكافحة تنامي عدد السكان المسلمين فيها.