وتعاونوا على البر والتقوى .. تزلزل قوى الظلام
ليس هناك مسلم ولا أي فرد عربي لا يسعى ولا يطمح لتكون بلاده ذات حرية حقوقية وسياسية واقتصادية فكل فرد يحلم باليوم الذي يجد وطنه تسودها الديمقراطية في الحكم والسلطة ووجود انتخابات ومبايعات سياسية وطنية بقيم العدل والمساواة بين كل فرد وطبقه . . ولذلك كانت هذه الثورات العربية فإن بدأت برغيف خبز تونس فلم تنتهي بحرية مصر ولا سوريا ولا حتى بخبز اليمن فجميع الشعوب العربية كانت تصرخ للحرية قبل الثورات ولكنها ركبت موج الثورات بمجاديف الفقر والظلم والتخلف والاستبداد وقهر الدين وانحطاط الخلق الإسلامية، كل هذه العوامل تحولت إلى مجاديف تصفع الحكام المتخلفين عن ركب التقدم فتصفع هذا الحاكم وتغرق ذاك الطاغي ساعية نحو ما كانت تتمناه منذ أجيال عدة فحري بكل فرد أن يصفق لهم ويحتضنهم ويؤازرهم لأن نيل حقوقهم هو دعم له حتى وإن كان في دولة بعيدة عنهم أو فئة أقلية، فحرية دولة أو فئة مسلمة وتقدمها هو مدعاة فخر بل وجناح مساند لدولة العربي الآخر ولفئة العربي الآخر تمده بالعون الفكري والمعنوي والمادي. لهذا ارتجفت سيقان أوباما وتطاير شعر كلينتون ولم تغمض عينا بني صهيون لا خوفا على نظام عربي في دولة هنا أو هناك بل خوفاً من حضارة "ضخمة" تتكون وتستكمل بعضها البعض بالأيادي المتشابكة بأصابع إسلامية منها الصغير والكبير تُخرج هذه الأيادي من ظلمة السواد إلى شروق الضياء. حينها رجعوا واستحضروا عوامل التهديم الماضية إما بسلب ولاء الحاكم الجديد هنا وهناك أو باستخراج دبابير الفتك بأجساد الشعوب لتجرح الشعوب وتسبب لها الألم فيغفل ويسهى الشعب عن خبزه وحريته وكل همه ألمه وجرحه النازف بالدم فلا يصرخ وااا خبزاه وااا حريتاه وااا إسلاماه وااا أمتاه!! بل بما فعلت به دبابير قوى الظلام يصرخ عالياً : وااا ألماه وااا جرحااااه وااا نفساه وااا قبيلتاه . . نعم هكذا سعت وتسعى قوى الظلام العالمي لتجعل الشعوب تتضارب فيما بينها بين دم الأخ والصديق ودم العم والخال ودم القبيلة والعرق! وفعلاً فعلت وفشلت في أماكن لكنها نجحت في أماكن أخرى أيضاً. فهل تعي تلك المناطق بما يحصل وهل تستمر بالصراخ وااا ألماه وااا نفساه وقبيلتاه؟!
نحن جميعا قد.. بل يجب علينا أن نتفهم ونحتضن وحتى ربما نؤيد سواء تخوف أو تحذر أو عدم رغبة فئة من الشعب لبعض مواقف أو حركة بقية الشعب الآخرين ولكن أيضاً يجب علينا أن نكون مناصحين لتلك الفئة لا مؤيدين بطريقة تساهل وتغافل وتغاضي عن الظلم للآخر وما يتعرض له من تنكيل واضطهاد بسبب حذر أو تخوف فئة ما أو ما تراه دفاعاً عن جرحها وألمها أو قبيلتها بسبب ما لدينا من عرق وشريان يتصل بتلك!!
( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) .
فليس بالتغافل والتماهي عن ألم وجراح ذلك الآخر أيضاً يكون الدفاع عن القبيلة والانتماء فهذه هي العملية المطلوب إخراجها وتفعيلها من وخزات دبابير قوى الظلام وليست ناتجة من منطلق أخلاقي وإنساني ولا ديني.. فما نراه في عدد من المناطق ليست منطقة ولكن مناطق عدة هو شياع الدجل واستبساط الكذب وتمكين الظالم بل ومساندته ليس من قبل مسؤولين ولكن شاع الدجل بين الأفراد العاديين ضانين بذلك تحقيق الفوز وأنه فوز سليم! وبالواقع إن تحقق الفوز فهو بالتأكيد سيكون فوزاً مريضاً وموبوءاً بكثير من الأمراض لما شاع عمليته من براغيث وفيروسات دبابير قوى الظلام العالمي تعيد هذه البراغيث تشكيل ما تريده قوى الظلام وتعيد هلاميات الشخصيات الموالية للغرب كما كان بالسابق.